كيف تم تأليف موسيقى مسلسل آمرلي ؟
في معرض إجابته عن السؤال الذي وجه له: كيف ألفت الموسيقى الخاصة بمسلسل آمرلي؟ “مسعود سخاوت دوست” أجاب قائلا: ” أنا في رحلة بحث دائمة عن جذور موسيقى البلاد المختلفة، ويمكن العثور على جذور جيراننا جيراننا الناطقين بالعربية وثقافتهم من خلال المشاركة معهم بأعمال فنية تعمق أواصر المحبة والتعاون الفني، وكان هذا العمل من الأعمال اتي أفتخر بها.
وحينما سأل مراسل وكالة مهر للأنباء الفنان “سخاوت دوست” عن كيفية إنتاج موسيقى تصويرية لمسلسل أنتج بلغة أجنبية أجاب: التحدي الأكثر أهمية في الأعمال متعددة الثقافات هو عدم فهم الثقافات المختلفة، ولكن تقارب البيئات الثقافية والمعرفية واشتراكها بين إيران والعراق كانت مساعدة إلى حد كبير، هذا فضلاً عن المعالم التاريخية بين البلدين في أزمنة مختلفة، والتي بدورها قلصت الاختلاف إلى أدنى حد ممكن، وحتى ثقافياً، فإنه من الرائع معرفة أن مشتركاتنا أكثر بكثير من محطات الخلاف بين البلدين، وهذا أمر رائع جدا .
وأضاف قائلا : قبل هذا العمل كانت معرفتي باللغة العربية بسيطة جدًا، وخاصة اللهجة الدارجة بين إخواني العراقيين، ولهذا السبب؛ وحيثما برزت حاجة لنقل المشاعر من خلال حوار ما، كنت أستعين بفريق من الاستشاريين الذين ساعدوني في هذا المجال، أستطيع أن أقول أن هذا التباين اللغوي كان تحديا جزئيا !
ينبغي القول أن استخدام الموسيقى العراقية والإيرانية في العمل واكتشاف أوجه التشابه بين هذين النوعين من الموسيقى مع بعضهما البعض أمر مدهش للغاية!
أما عن تجليات الشعور بجمال موسيقى البلدين قال “سخاوت دوست” : أولئك الذين يتقنون الموسيقى الشعبية العراقية يعرفون أنهم يستطيعون حتى الشعور بتجليات الآلات الموسيقية الإيرانية في الموسيقى العربية. وكان لهذا النسيج الثقافي المتشابك فاعليته في كافة المجالات والقطاعات الفنية. ولذلك فإن بُعد الاختلاف وتحدي الاختلاف الموسيقي قد حل هنا. الآن أصبح بإمكاننا أن نعزف سويا !
وعن العثور على الموضوع واللحن اللازمين للفيلم، مع الأخذ بنظر الاعتبار أنه لم يتمكن من الحضور إلى موقع الإنتاج، قال: أحد الممثلين الرئيسيين في هذا المسلسل زودني باللحن والأغاني والمواضيع الرئيسية التي كنت بحاجة إليها، ومن خلال جولة تشاور واجتماعات، استطعنا ازالة العائق الذي تمثل ببُعد المسافة وعدم التواجد في موقع التصوير، كما اكتشفنا أن الوصول إلى تفاصيل الموسيقى عبر الويب كانت أسهل.
وتابع “سخاوت دوست” الذي انضم لفريق العمل مبكرا قائلا: كلما انخرط الملحن في مسألة التأليف قبل مرحلة ما قبل الإنتاج والتصوير، استطاع أن يفكر بشكل أعمق، كما أنه سيتمكن من إجراء مزيد من البحوث والدراسات حول العمل ليتقرّب أكثر من فكرة المخرج أو فريق الإنتاج، وبالتالي فإنه سيستطيع القيام بما يلزم، ولقد كان من حسن حظي أن أشارك في مسلسل “آمرلي” من مرحلة السيناريو.
أما عن تبادل الآراء مع مخرج العمل الناطق باللغة العربية: كان لدى المخرج مترجم ولم تكن هناك مشكلة في نقل أفكاره وآرائه. ومن ناحية أخرى، كان النص متاحًا أيضًا باللغة الفارسية، لذلك لم يكن لدي أي مشكلة مع السيناريو، ولكن بالنسبة لإخراج المشروع والمادة المرئية الكاملة، كنا نحتاج أحيانًا إلى التواصل مع الفريق الاستشاري، خاصة فيما يتعلق بالمشاعر والقضايا الثقافية، ولضرورة تأكيد كادر العمل على الجانب الثقافي في سيناريو المسلسل، ولهذا السبب كان وجود المستشارين في هذا العمل كان مهماً جداً.
وقال الملحن عن جمال هذا المشروع: “إن العمل في مجال الموسيقى العراقية كان دائمًا متعة بالنسبة لي، وكان من التخصصات التي أمارسها وما زلت أمارسها”. ومن ناحية أخرى، كان النقاش التاريخي وارتباطه بالتاريخ المعاصر مهمًا بالنسبة لي. هذان العاملان جنبًا إلى جنب مع الفريق الجيد الذي شارك في إنتاج “آمرلي” ولّد لدي دافعا مزدوجا لخوض هذه التجربة الرائعة.
لقد كانت لي تجارب عديدة في العمل مع مشاريع في الخارج، لكن لم يسبق لي تجربة العمل مع دولة عربية مجاورة، بالرغم من وجود العديد من أوجه التشابه الثقافي بيننا. المشاريع التي عملت عليها كانت في الغالب مع دول أوروبية أو دول الشرق الأقصى، ولهذا السبب كان هناك الكثير من الانقطاع الثقافي، لكن من الجيد العمل مع الدول العربية؛ وهو أن الملحن يمكنه أيضًا إدراك الجوانب المختلفة لثقافته التي لها جذورها في البلدان المجاورة. ولذلك فإن المشتركات الثقافية تصبح أقرب إلى بعضها البعض؛ سواء فنياً أو اجتماعياً. لقد أعطاني هذا المشروع فرصة العمل مع الدول العربية.