“قيامة الأرض” مسرحية ملحمية مشتركة (إيرانية-عراقية)

  المسرحية الميدانية الأضخم في العراق “قيامة الأرض” هي عمل عراقي-إيراني مشترك بين البلدين، حيث تحكي قصة الإنسان في أرض الرافدين منذ بداية نزول آدم (ع) وصولا إلى عصر ظهور الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ولا تغفل القصة عن زوايا بعض الأحداث التاريخية المعاصرة والمفصلية، تم تنفيذ هذا العمل بطريقة فنية من خلال استخدام المؤثرات السمعية والبصرية الميدانية الخاصة، والانفجارات الحية الرائعة، كما تم استخدام آليات ومدرعات في مفاصل من هذه المسرحية الكبيرة.

وقدمت المسرحية في محافظات مختلفة من عراقنا الحبيب، حيث شملت بغداد (لدورتين متتاليتين) ، وبابل والبصرة ثم كربلاء وصولا إلى أم الربيعين، الموصل، وتنوي الشركة والفريق الفني القائم على هذه المسرحية الانتقال بعروضهم إلى ربوع أخرى من العراق الحبيب.

موقع هذا المسرح المتنقل عبارة عن مزيج متجانس بين المساحة الحرّة المفتوحة التي تقام عليها السدود والغرف والبنايات والديكورات الأخرى المستخدمة في هذا العرض بواسطة أشجار النخيل الحقيقية، ما يزيد واقعية المشاهد، وتعتمد الشركة على شاشات عرض عملاقة لإظهار المشاهد الاصطناعية، لتتشابك العروض والصور الحية إلى جانب المؤثرات الخاصة للانفجارات والإضاءة في مزيج جميل منتجةً عرضا مسرحيا هو الأروع حتى هذه اللحظة.

فلك أن تتخيل.. يهطل المطر على الجمهور الحاضر في المسرح في الهواء الطلق عند عرض قصة نوح والطوفان، فيشعرون وكأنهم جزء من الأحداث الحقيقية التي جرت على النبي نوح عليه السلام!

وكان من الغريب أن يأتي يوم لا نبكي فيه على محنة الإمام الحسين (ع) وأهل بيت العصمة والطهارة (ع) فحسب، بل أيضاً على المعاناة التي عاناها النبي نوح (ع) توجيه البشرية.

ومن الغريب أن يأتي اليوم الذي تدمع فيه العيون قصة إبراهيم (ع) أبو الأنبياء الإلهيين.

في مسرح قيامة الأرض، مركز كل أحداثها أرض العراق، دموع الندم من عيون الإنسان منذ خلق آدم (ع) إلى نهايته، والتي يؤدي إلى ظهور إمام العصر (ع)، فلا تهدأ لحظة واحدة وهدوء وليس من المفترض أن

في هذا العرض يكون أهل الكساء الخمسة هم محور القصة، مما يتسبب في قبول توبة آدم (ع)، وهدوء عاصفة نوح (ع)، وإنقاذ إبراهيم خليل (ع). من لهيب النار المشتعل، والتجلي الملموس لهذه الأنوار الخمسة للخلق يوم المباهلة يجعل نصارى نجران يؤمنون بنبي الإسلام (ص).

وكأن القائمين على المسلسل قد تعمدوا رسم جزء كبير من تحدي الإنسان والشيطان، ومعركة الخير والشر، وجبهة الحق والباطل في أرض العراق منذ بداية نزول الإنسان. إلى لحظة ظهور «داعش» عام 2014 وما بعده.

لقد كان مقصوداً أن تكون ملابس إبليس الملتحية السوداء والحمراء وخدعه مرتبطة في النهاية بالشيطان الأكبر “أمريكا” والجرائم التي ترتكب في العراق.

كان الهدف منه إظهار دولتي إيران والعراق كداعمين موثوقين لبعضهما البعض. ولذلك فإن الشخص الوحيد في القصة الذي هو خارج العراق هو الإمام الرضا (ع) الذي روى حديث “السلالة الذهبية” على الجمهور في أرض خراسان.

سيتم فك لغز سبب ظهور الامام الرضا (ع) في المسرح عندما تدور قصة هجوم داعش وتشكيل الحشد الشعبي بحضور شخصية الملازم الشهيد وسيكون الجنرال الحاج قاسم سليماني، إلى جانب القادة العراقيين الآخرين الذين يتحملون مسؤولية مواجهة داعش

يعد مسرح قيامة الأرض حدثا غير مسبوق في تاريخ المسرح العراقي ويشكل نقطة تحول من وجهة نظر فناني هذا البلد.

وبينما اعتمد المسرح العراقي في السنوات الماضية فقط على قضايا الفكاهة وغياب السرد القصصي وبعض المشاهد المبتذلة، يعتبر مسرح رستخير زمين نقطة تحول من حيث السيناريو وتصميم المسرح والإبداع الثقافي، حيث عاد الناس مرة أخرى إلى مصالحة البلاد مع المسرح.

ويرى جابر الجعبري، نائب وزير الثقافة العراقي، أن هذا العمل هو نتيجة تعاون عراقي إيراني مشترك أثار اهتمام الجمهور والفنانين في العراق.

المسرح ذو الأهداف الثقافية هو نتاج عمل إيراني عراقي مشترك، فكرته وعماله وتصميم المسرح والمؤثرات الخاصة، وبعض الممثلين إيرانيون، ومن 16 يونيو إلى 3 يوليو (26 يونيو إلى 12 يوليو 1400) ) لمدة 18 ليلة وتم عرضه مجاناً.

استمر كل عرض لهذا المسرح، والذي يسمى مسرحيات الوسائط المتعددة، لمدة ساعتين.

إن الجمع بين الضوء والصوت وتصميم المسرح وكسر الأشكال المسرحية التقليدية في هذه المسرحية بطريقة تجعل الجمهور يشعر بأنه جزء من القصة، كانت المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك في العراق.

ويمكن اعتبار هذا العرض الفريد مزيجاً بين المسرح التقليدي وتشبيه “انتحال شخصية العراقيين” والإلقاء الإيراني، بالإضافة إلى مسرح الشارع الذي أطلقت عليه منظمة “تجمع الفنانين العراقيين” اسم مسرح الهواء الطلق.

الجمهور يعتبر نفسه جزءا من التحدي الديني والتاريخي وحتى السياسي بين الإنسان والشيطان، ولهذا عندما نقض الناس عهدهم في الغدير وتبعته كارثة كربلاء، لوموا أنفسهم وبكوا على أخطائهم.

الجمهور نفسه، حيث يحبط “ابن يقطين” مؤامرة المتآمرين وتظهر في العرض لحظة فكاهية، يفرح ويضحك من قلبه على ذكاء ويقظة أتباع أهل البيت (ع).

المسرح ليس قصة واحدة بل مجموعة حلقات مختلفة الغرض منها إعادة تعريف أهل البيت بالبراءة والطهارة (ع) وتحديد التحدي بين الإنسان والشيطان والمعركة بين الحق والباطل الذي يبدأ منذ بدء الخليقة وهو محور كل هذه الأحداث، وهو العراق والشعب العراقي حتى يومنا هذا.

قصة العراق اليوم تبدأ مع وصول صدام الدكتاتور السابق الذي حكم هذا البلد إلى السلطة، والحرب المفروضة، واحتلال الكويت، والعقوبات وسقوط هذا النظام، ومن ثم احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة و الجرائم التي ارتكبها الأمريكان في العراق، كل هذه الأجزاء مصورة ومعروضة بشكل جميل.

وتشكل لحظة ظهور داعش نقطة تحول في المسرحية، التي تشكلت بالفتوى التاريخية للمرجعية الدينية العليا في العراق، القوة الشعبية القوية “الحشد الشعبي”.

يعد مشهد المعركة بين داعش والحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية الأخرى من أكثر الأجزاء ملحمية في المسرحية، والذي يصاحبه سلسلة من الانفجارات الميدانية الضخمة وإطلاق النار داخل مسرح المسرح، ومع هجوم القوات المسلحة والحشد الشعبي ودخول المدرعات إلى مكان الحادث يأخذ هذا النصر.

وهنا يتم رسم صورة ودور القائدين الشهيدين العراقي والإيراني الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وحتى نهاية المسرحية تكون صورتهما حاضرة دائما على المسرح حتى تنتهي القصة بـ ظهور الامام العصر (ع).

وتم تقديم هذا العرض بالتعاون والدعم من الحشد الشعبي ومشاركة عدد كبير من الفنانين العراقيين، ولقي خلال عرضه على 18 مسرحاً استحساناً من الجمهور.

وكان العرض الأخير لهذا المسرح قد أقيم الليلة الماضية (ليلة الأحد) بحضور عدد كبير من العوائل والشخصيات والمسؤولين العراقيين، ومجموعة كبيرة من فناني هذا البلد، وتم تقديم هدايا خاصة للمقدمين.

وفي هذا الحفل تم تكريم شركة “بلا حدود” الثقافية باعتبارها منتجة المشروع داخل العراق.

ودعا تجمع الفنانين العراقيين في هذا الصدد، في بيان، أشار إلى نجاح مسرح قيامة الأرض، المسرح الخارجي إلى تجربة مهمة وناجحة.

وأضاف البيان أن مثل هذه المسرحيات المفتوحة تتيح للممثل والجمهور المشاركة في المسرحية في نفس الوقت.

ويأتي هذا العرض بمناسبة الذكرى السابعة لتأسيس الحشد الشعبي بهدف شرح إنجازات هذه القوة المناهضة للإرهاب في حماية سلامة أراضي العراق.

  مسؤول إيراني: هذا العرض سيعرض في البصرة قريباً

وفي مقابلة خاصة مع وكالة أنباء إيرنا، قال المخرج الإيراني لمشروع دراما قيامة الأرض في العراق، إن هذا المشروع سيتم تنفيذه قريبا في محافظة البصرة أيضا.

وأضاف “حسين زوقي” أن مسرحية قيامة الأرز عرضت في العراق منذ شهرين وعرضت في بغداد لمدة 18 ليلة.

ووفقا له، تم عرض هذه المسرحية في 18 مدينة إيرانية تحت عنوان “موسم الهوس” لعدة سنوات، ولكن الآن تم عرض المسرحية بأكملها في العراق بسبب القبول الشعبي.

حسين زغي، مدير مشروع انتفاضة الأرض الإيراني

وأكد أن 150 أستاذاً في السينما والمسرح الإيراني يعملون في هذه المسرحية، بعضهم مثل “محمد رضا تركمان” و”آني محمد إيري” لديهم تجارب عديدة في السينما الإيرانية.

وتابع الزغي أن محمد رضا تركمان لديه خبرة في العمل كمصمم مؤثرات خاصة في فيلمي “إخراجها” و”معراجي ها” وأفلام أخرى، كما عمل آني محمد إيري كمصمم ديكور في الفيلم الكبير “راستخير”.

المخرج الصوتي والمرئي لهذه المسرحية هو “سيد حامد حسيني خاني”، و”أوميد فرحاني” مصمم الإضاءة، و”محمود عثماني” فنان المكياج، و”سعيد إسماعيلي” مخرج ومصمم المسرحية، و”علي رضا”. كهفار” هو المنتج.

  وأضاف أن منظمة “الحشد الشعبي” لعبت دوراً مهماً كدعم ولوجستي لتنفيذ هذا المشروع، والشركة الثقافية الفنية العراقية “بلا حدود” هي الجهة المنفذة لهذا المشروع. داخل العراق.

وأضاف المخرج الإيراني لمشروع مسرحية قيامة الأرض أنه تم تدريب 150 فنانا عراقيا على هذه المسرحية لمدة 12 إلى 13 ليلة.

ووصف استقبال العائلات والشعب والفنانين العراقيين بشكل جيد للغاية، وقال إن ما معدله 4 إلى 5 آلاف شخص زاروا هذه المسرحية كل ليلة، وبعضهم شاهد هذه المسرحية عدة مرات.

وبحسب الزغي، اعترف الفنانون العراقيون أنهم لم يروا مثل هذا النموذج للعرض ثلاثي الأبعاد وهذا التأثير على الجمهور.

وأعرب عن أمله في أن يكون من الممكن في المستقبل تنفيذ المزيد من المشاريع مع الأطراف العراقية نظرا للاهتمام الذي يراه بشعب هذا البلد.